images/aapso/logo/aapso-arab.png

صحافة واعلام

"السيد سعود الأطلسي : لدينا دلائل كافية تثبت التلاعب الأمريكي في خضم "الربيع العربي

العنوان : السيد سعود الأطلسي : لدينا دلائل كافية تثبت التلاعب الأمريكي في خضم "الربيع العربي"

مقدمة:
بخصوص بعض الجوانب المهمة من الوضع السياسي العام في الشرق الأوسط ،وفي مقابلة مع مجلة "ميجدونارودنايا جيزن "(الحياة الدولية) قال طلال سعود الأطلسي ، رئيس اللجنة المغربية للسلم والتضامن ، و نائب رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، ، و رئيس اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، و عضو هيئة رئاسة جمعية الصداقة المغربية الروسية.

أسئلة وأجوبة :
- السيد المحترم الأطلسي ، ما هو رد فعل العالم العربي بخصوص اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "صفقة القرن" على فلسطين وإسرائيل؟ و ما مدى عدالة "صفقة القرن" ،وهل من الممكن إبرام هذه الصفقة ؟ و كيف تقيم قرار إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ونهر الأردن؟
- ما يسمى بـ "صفقة القرن" ،التي قدمها الرئيس ترامب كمبادرة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ،تم رفضها رفضا باتا من قبل الفلسطينيين الطرف المعني الرئيسي في القضية . وبالإجماع رفضها العرب ،في موقف حازم صادر عن جامعة الدول العربية ، وأيضا من قبل جميع الدول الأعضاء تقريبا في منظمة الأمم المتحدة .
وأعتبر أنه تقريبا بالإجماع ترفض الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل. وأنت تعرف أن وضع القدس يعد محور اتفاقيات أوسلو التي وقعتها إسرائيل كما وقعها الفلسطينيون في 1993-94 ويجب مراعات مضامينها من قبل الإدارة الأمريكية كقرار فيه مصلحة الشعبين ،والدولتين.
وبعد الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل وفق مضمون مبادرة "صفقة القرن" الأمريكية ،فتبقى اتفاقيات أوسلو بلا قيمة ، وارتباطا بذلك أبلغت السلطة الفلسطينية مؤخرًا بأنها "لم تعد كذلك ملزمة بالامتثال لهذه الاتفاقات ".
في هذا السياق ، يرفض الفلسطينيون بشكل قاطع المبادرة الأمريكية الحالية التي لا تأخذ في الاعتبار متطلباتهم وحقهم في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وبالتالي فإن المبادرة الأمريكية ،من غير المرجح أن تتحقق أو تؤدي إلى تسوية عادلة ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
دعونا لا ننسى أن رأي المجتمع الدولي (العربي والأوروبي والأفريقي والآسيوي) ملتزم بقرار إنشاء دولتين ، و يرفض المبادرة الأمريكية.
ومؤخرا أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن نية البدء في تنزيل وبلورة المبادرة الأمريكية في من جانب واحد ،وهددت بضم جزء من الضفة الغربية مع تجاهل مضمون اتفاقيات أوسلو وقرارات مجلس الأمن الأممي ، وموقف الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة والاتفاقات بين إسرائيل وفلسطين. هذا يعني أن السياسة الإسرائيلية تؤجج عدوانيها وتقويضها لحقوق الشعب الفلسطيني وهي أيضا موجهة ضد العالم.

- كيف تقيم نتائج "الربيع العربي" التي تحولت إلى اختبار جدي لكل العالم العربي ؟ هل تتوقع إمكانية بروز مظاهر جديدة لهذه "الحركة"؟ في أي دول الشرق الأوسط يمكن أن تتجدد وتتكرر هذه الأحداث ؟
بعد ما يقرب من عشر سنوات على حدوث ما كان يسمى ب"الربيع العربي" ، هناك مدعى للتساؤل: هل فعلا كان ذلك "الخريف العربي"؟ يجب الاعتراف أن الوضع الديمقراطي في معظم الدول العربية بقي غير مستقر ،رغم مظاهر التمرد ومظاهر السخط الشعبي. الآن لدينا ما يكفي من الحقائق والوثائق والدلائل التي تثبت التلاعب الأجنبي ، خاصة الأمريكي ، بالانتفاضة العربية. وثبت الآن الدعم الأمريكي للحركات الإسلامية المتطرفة. كمثال على ذلك نستشهد بالأحداث التي وقعت في سوريا وليبيا ومصر والعراق .
هذا جانب من جوانب ما يسمى بـ "الربيع العربي" ، التي اختلطت مع "الفوترة" في الإرشادات في دوائر العديد من الدول العربية ، مما أعاق نجاح انتفاضة الشعوب التي رغبت في أن تؤدي تلك الانتفاضة إلى الديمقراطية العميقة في الدول والمجتمعات العربية نفسها.
رغبة الشعوب العربية نحو الديمقراطية لن يتم كبحها ، إنها مستمرة ، مثال على ذلك "حراك" الشعب الجزائري ،الذي هو واقع وموجود منذ أكثر من عام. وعلى نفس المنوال ،الانتفاضات والمظاهرات اللبنانية والسودانية والعراقية التي تعكس مثابرة القوى الشعبية وتعطشها للديمقراطية والرغبة في مكافحة الحكم الاستبدادي والفساد .
وأدى الوباء الحالي إلى تفاقم العيوب وفضحت "العبث" في ظروف حياة معظم المجتمعات العربية. والاقتصاد العربي بعد جائحة "كوفيد 19 " سيواجه صعوبة كبيرة في التجاوب مع احتياجات المجتمعات ، والتي من المرجح أن تسبب أعمال شغب واضطرابات في الدول والمجتمعات العربية. يجب أيضا الأخذ بعين الاعتبار التطرف الديني الذي قد يطلع ،بشكل خطير ، بدور ما في الصراع أو حتى في أعمال الشغب في الدول والمجتمعات العربية.

كيف استطاع بلدك - المغرب - أن يتجنب التداعيات السلبية لما يعرف ب "الربيع العربي"؟ في الواقع ، في البداية وقع المغرب تحت ضغط وتأثير هذه الحركة ، ولكن لحسن الحظ لم يلتقط البلد هذه العدوى .

- بالفعل فإن حركة 20 فبراير 2011 ، المستوحاة من بعض الشعوب العربية ،توقفت في 9 مارس من نفس العام عندما أعلن الملك محمد السادس ،في خطابه ، عن إصلاح هيكلي عميق للنظام السياسي المغربي من خلال دستور جديد. لقد حدثت في المغرب تغييرات جذرية في تدبير الشأن العام مع تولي الملك محمد السادس عرش المملكة عام 1999. وبادر الملك الى اتخاذ عدة إصلاحات بخصوص ما يلي:
المفهوم الجديد للسلطة ، القانون الجديد للأحزاب السياسية ،مدونة الأسرة الجديدة وإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة التي فتحت آفاقا جديدة في المغرب من خلال تصالح الشعب المغربي مع تاريخه ،وبخطوات متوالية دفن الممارسات القمعية التي حدثت في السنوات البائدة التي تسمى "سنوات الجمر والرصاص" ،وتم رص نظام التعددية الحزبية جنبا إلى جنب مع مجتمع مدني قوي ومفعم بالحياة وهي إنجازات حققها النظام السياسي المغربي قبل مدة . وجاءت حركة 20 فبراير ،التي لم تشكك في النظام في حد ذاته و ما تجدر من أسس ديمقراطية التي هي واقع بالفعل ، لتساهم في تسريع عملية الإصلاحات التي منحت البرلمان والحكومة سلطات أوسع في تدبير الشأن العام. فيما احتفظ الملك بالسلطات السيادية.

كيف ترى آفاق تجديد وتطوير الحركة التضامنية لشعوب آسيا وإفريقيا والتي بدت في السنوات الأخيرة "خجولة" جدا؟
- تطرح الجائحة أسئلة صعبة حول النظام العالمي ،الذي يتميز بهيمنة الليبرالية المتوحشة الآن.
شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وحتى أوروبا ستعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية خطيرة العواقب. وتعد فترة ما بعد الوباء بتغيير جذري في رغبة الشعوب في البحث عن نظام عالمي جديد ،مبني على العدل والمساواة والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان والتضامن. وتعد منظمتنا الأنسب لتحفيز هذه الحركة الجديدة.
صحيح أن منظمة التضامن لشعوب آسيا وأفريقيا تحتاج إلى حافز تنظيمي وسياسي وكذلك الى المشاركة النوعية والكمية في التكامل مع منظمات أخرى تمثل المجتمعات المدنية لشعوبنا . فغدا سنواجه ،كحتمية تاريخية، ضرورة إعادة تنظيم حركة التضامن بين الشعوب ،والمنظمة لها تاريخ حافل بالإنجازات ،والرغبة في تغييرها نفسه من أجل توسيع مفهوم التضامن مع جميع الدول.
وترغب المنظمة في تطوير المبادئ التي تستحق الاسترشاد من أجل اتخاذ مبادرات دقيقة وهادفة للمساهمة في تعزيز هذا النظام العالمي الجديد.
وشكل دعم الاتحاد السوفياتي أحد نقاط القوة الرئيسية لمنظمتنا ، لذلك ، تحتاج المنظمة ،من أجل دور أكثر فعالية ، إلى دعم القوى والدول ، التي تحمى السلام في العالم ، ولا سيما روسيا و الصين.

FaLang translation system by Faboba