images/aapso/logo/aapso-arab.png

صحافة واعلام

التضامن الأفروآسيوى : الرئيس السيسى أعاد مصر إلى إفريقيا

 

نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 22/2/2016

حوار مع د. حلمي الحديدي

أجرى الحوار : طــارق الشــيخ

 

فى إطار التقارب المصرى - الأفريقى بوجه عام، وتزامنا مع إستضافة مدينة شرم الشيخ فعاليات منتدى الإستثمار فى أفريقيا، تحدث الدكتور حلمى الحديدي، رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية -الأسيوية ورئيس اللجنة المصرية للتضامن، ليلقى الضوء على تقييمه لتطوير العلاقات المصرية الأفريقية وجهود منظمة التضامن الحالية للإرتقاء بمستوى تلك العلاقات.

ـ ما تقييمكم للعلاقات المصرية - الأفريقية فى الوقت الحاضر؟

لابد أن أشير أولا إلى أن مصر أهملت لفترة طويلة علاقاتها مع أفريقيا، وتدهورت حتى وصلت إلى أدنى مستوي، مما أتاح الفرصة أمام دول أخرى لأن تأخذ دور مصر وأن تحظى بثقة الدول الافريقية وأن تضيق الخناق علينا ، وما «سد النهضة» إلا واحد من هذه الإشكاليات.

 

ثانيا بدأ وزراء الخارجية المتعاقبون فى التوجه إلى أفريقيا بعد 25 يناير 2011 وأعتقد أن الوزير السابق نبيل فهمى كان له باع فى العلاقات الخارجية الأفريقية وأنا أتوجه له بالشكر. ونلاحظ أنه على المستوى الرئاسى وفى فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى قام الرئيس بعدة زيارات إلى أفريقيا، وأعاد الوجه المصرى إلى أفريقيا والإحترام الأفريقى إلى مصر، وهو أمر مطلوب استمراره وتأييده وتأكيده.

 

ـ ما تعليقكم على استضافة منتدى الاستثمار فى افريقيا بشرم الشيخ المصرية؟

أنا سعيد جدا بإقامة هذا الحدث فى شرم الشيخ ..

وأتصور أن تكون هناك حزمة جاهزة من المقترحات المتعلقة بالإستثمارات والتعاون المصرى والعربى مع أفريقيا على كافة المستويات ليتم طرحها على المشاركين الأفارقة والتوافق معهم على أيها يتم البدء فيه وأيها الأكثر جدوى وملاءمة بالنسبة لهم.

وأتمنى للمنتدى النجاح وأتمنى أن تكون الجولة القادمة منه فى إحدى الدول الأفريقية ترسيخا للإحترام المتبادل والرغبة المشتركة فى التواصل بين الطرفين.

 

ـ ما هى رؤيتكم للنوعية والشكل الذى يمكن أن تكون عليه الإستثمارات المصرية «المؤثرة» فى أفريقيا حاليا؟

الإستثمار المصرى يكون فى توجيه الإستثمارات إلى المشاريع الصغيرة التى تهم الشعوب، ولا أنصح بالنظر إلى المشروعات الكبرى والمكلفة فى الفترة الحالية والتى ليس لها عائد سريع. ومن المهم أن نربط فى كل مشروع مصرى يقام فى أفريقيا بين الجانب الإستثمارى من جانب والجانب الخدمى من جانب آخر. فمثلا إذا أقمنا مصنعا افتتحنا مدرسة أو وحدة صحية إلى جواره. فلابد من ربط الخدمات الجماهيرية بالمشروعات الإستثمارية التى تقام فى أفريقيا.

 

وعلينا التمسك بسياسة «النفس الطويل» وبدراسة المجتمع الذى ستوجه إليه الإستثمارات لمعرفة إحتياجاته وطموحاته وعيوبه أيضا.

ان أفريقيا قارة فقيرة من حيث الإستثمارات والسيولة المالية ، إلا أنها غنية بالمواد الخام والعناصر الأولية والقدرات الزراعية والغابات والموارد الطبيعية، وبالتالى هى فى حاجة لمن يساعدها فى إستثماراتها وإستثمار ثرواتها وتحويل ثرواتها الطبيعية إلى إستثمارات تفيد الدولة الأفريقية وتفيد الدول المجاورة لها.

 

ويتطلب ذلك وجود خبراء. وأنا لا أقصد هؤلاء الخبراء الذين يذهبون لمدة أسبوع واحد ثم يعودون ، فأنا أريد أن أرى الخبير الذى يذهب ويقيم فى الدولة الأفريقية ويتولى حل مشكلة من المشكلات ويستمرهناك حتى يتم التوصل إلى حل نهائى للمشكلة التى ذهب للتعامل معها. وعند المغادرة تكون المشكلة التى ذهب لمواجهتها قد إنتهت.

 

والدول الأفريقية فى حاجة إلى رؤوس أموال ضخمة وقد لاتستطيع مصر منفردة أن توفر رؤوس الأموال المطلوبة إلا أنها تستطيع بالتعاون مع الدول العربية الغنية أن تقوم بهذا الأمر. وأن تشترك مع الصين فى المشروعات التى تقيمها فى أفريقيا. فنحن نستطيع من خلال الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة ـ مثل الصين ـ القيام بهذا الدور.

 

وحتى لايكون هناك تنافس وتضارب فى المصالح ، يجب أن تكون هناك رؤية شاملة من الدول العربية لأفريقيا، وإلا فما هى مهمة الجامعة العربية؟ وبالتالى فالتعاون المصرى العربى مع أفريقيا يمكن أن يتم تحت مظلة أى برنامج تعاونى مثل صندوق الإنماء الكويتى وصندوق التعاون العربى الأفريقي. فدائما هناك المنظمات والمؤسسات التى يمكن العمل فى ظلها. ولكن ما أرغب فيه هو أن يكون هناك نوع من توافق الرؤى والعمل معا والتعاون فى إقامة المشروعات والاستثمارات والتبادلات الثقافية وغيرها مع دول القارة الأفريقية.

 

ـ يقودنا ما سبق إلى السؤال عن ما هية دور الشركات المصرية فى توسيع وتعميق التعاون المصرى مع أفريقيا؟

كانت لمصر تجربة كبيرة فيما يتعلق بإقامة شركات للتعاون مع أفريقيا ، وأقصد هنا تجربة «شركة النصر للإستيراد والتصدير» التى أقيمت فى أوائل الستينيات، وكان لها دور رائد ورائع فى كافة الدول الأفريقية. ولايوجد اليوم ما يمنع من تكرار تلك التجربة الرائدة مع مراعاة ما تشهده الدول والأسواق الأفريقية من تطور. فالفكرة قابلة للإعادة ولكن بنظرة حالية ومستقبلية مع مراعاة الزمن الذى نعيشه حاليا والإحتياجات والمتطلبات الجديدة فى دول القارة الأفريقية وأسواقها.

 

ـ ماهو الدور الجديد الذى تلعبه منظمة تضامن الشعوب الافريقية- الاسيوية لتدعيم العلاقات مع أفريقيا؟

فيما يتعلق بدور منظمة تضامن الشعوب الأفريقية - الأسيوية مهمتها الأساسية هى تضامن شعوب قارتى أفريقيا وأسيا ونرجو أن تنضم أمريكا اللاتينية أيضا. ونحن نرى أننا لابد أن نعود إلى أفريقيا بالإقتصاد وبالإستثمار والأهم من ذلك بالخدمات مثل الخدمات التعليمية. وهنا يأتى دور الجامعات والأزهر والخدمات الصحية وكذلك دور وزارة الصحة والخدمات الثقافية والفنية و دور العلاقات الخارجية فى وزارة الثقافة.

 

ومن أجل هذا تبنينا فى منظمة التضامن مشروع «العودة إلى أفريقيا» وهو مشروع ثقافى فنى رياضي. وقد خططنا لأن يستمر المشروع على مدى خمس سنوات كمرحلة أولى وبعدها يتم إستكمال مراحله الأخري. وقد قابلت وزير الثقافة بهذا الشأن ونحن حاليا فى دور الإعداد والتجهيز له، وسيدخل حيز النفاذ قريبا جدا.

 

ـ ما هى الملامح الأساسية لمشروع «العودة إلى أفريقيا»؟

البرنامج عبارة عن نشاط فعال لترجمة الكتب الأفريقية والكتب المصرية والعربية عامة، وتبادلها مع الدول الأفريقية، وتعلم اللغات الأفريقية الرئيسية واسعة الإنتشار، وتبادل الزيارات بين الكتاب والفنانين وإقامة مسرحيات فى الدول الأفريقية وندوات ولقاءات شعبية فما يهمنا هوالشعوب وليس الحكومات. وباختصار يرتكز هذا الشق من المشروع على إقامة وتعميق العلاقات الثقافية والفنية مع الدول الأفريقية.

 

وقد تم إعداد المشروع بشكل متكامل عبر لجنة مميزة تم تشكيلها وتضم مجموعة منتقاة من السفراء المصريين الذين خدموا فى دول القارة الأفريقية لفترات طويلة، وأدباء وإتحاد كتاب أسيا وأفريقيا والذى ينتظر أن يعقد مؤتمره فى شهر ابريل القادم.

وهذا المشروع متكامل لأنه يستعين بجهود كافة الوزارات والمصالح المعنية فى مصر وربطها بدول أفريقيا.

وستكون الإنطلاقة عبر ثلاث دول أفريقية فى غرب أفريقيا هى السنغال وكوت دى فوار (ساحل العاج) وغانا.

 

وأود أن أنبه إلى الحاجة إلى إستضافة الشباب الأفريقى فى الجامعات المصرية لتعليمهم وتدريبهم، ولا مانع من توفير عدد كبير من المنح لمثل هذا الغرض.

 

-هل تشعر بأن هناك من يعرقل جهود مصر لتحقيق المزيد من التقارب والتعاون مع افريقيا؟

أعتقد أن المشكلة نجمت فى الأساس نتيجة الفراغ الذى أوجدته السياسة المصرية فى الفترة الماضية، ولولا وجود هذا الفراغ لما كان هناك تراجع من أى نوع فى العلاقات المصرية الأفريقية. فالأفارقة مازالوا يذكرون شركة «النصر للإستيراد والتصدير» وجمال عبد الناصر ومحمد فايق وغيرهم ، وعلينا أن نتذكر أنه لولا الجهود والأصوات الأفريقية لما وصل الراحل بطرس غالى إلى منصب أمين عام الأمم المتحدة ولما حصلنا على مقعدنا الحالى فى مجلس الأمن.

FaLang translation system by Faboba