images/aapso/logo/aapso-arab.png

صحافة واعلام

التدخلات الخارجية سبب مشكلات دول المنطقة

نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 16 نوفمبر 2016

 

الدكتور حلمى الحديدى رئيس «منظمة تضامن الشعوب الإفريقية ــ الآسيوية» ورئيس اللجنة المصرية للتضامن لـ «الأهرام»:التدخلات الخارجية سبب مشكلات دول المنطقة

أجرى الحوار فى المغرب ــ طارق الشيخ

 

شهدت مدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية فعاليات المؤتمر الدولى العاشر لمنظمة «تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية» الذى استضافته «اللجنة المغربية للسلم والتضامن» بالعاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من ١٩ وحتى ٢٠ أكتوبر٢٠١٦ وذلك تحت شعار «معا ضد الإرهاب» بهدف تجميع الشعوب الأفريقية والآسيوية وغيرها فى مواجهة الإرهاب الذى يعصف بالعالم، وبالشرق الأوسط تحديدا.

 

وعقب أعمال المؤتمر تحدث أ.د. حلمى الحديدى رئيس «منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية» ورئيس اللجنة المصرية للتضامن مع «الأهرام» موضحا أهمية المؤتمر مستعرضا التحديات التى تواجه العالم العربى تحديدا ودول قارتى أفريقيا وآسيا بوجه عام فى ظل عالم مضطرب عاصف ملىء بالتحديات التى ولدتها مرحلة تحول واضحة تتعرض لها فى ظل العولمة، ودور المنظمة الدولية فى مواجهة تلك التحديات.

 

ماهى أهمية المؤتمر العاشر للمنظمة الذى إستضافته المملكة المغربية أخيرا؟

 

هذا المؤتمر ضم وفودا من دول آسيا وأفريقيا بالإضافة إلى وفود من باقى دول العالم التى تشارك كضيوف ويعقد كل ثلاث سنوات وفى تلك المرة استضافت اللجنة المغربية أعمال المؤتمر بالعاصمة المغربية الرباط. لقد كان المؤتمر ناجحا بكل المقاييس حضورا من ٢٠ دولة بالإضافة إلى المغرب.

 

ويعد المؤتمر الأخير من المؤتمرات القليلة التي أدت واجبها على أكمل وجه. ولمسنا جميعا كيف تم استقبال الوفد المصرى ووفد المنظمة فى المغرب استقبالا جيدا واللقاءات التى تمت والتغطيات الإعلامية المحلية أظهرت المؤتمر بصورة جيدة للعامة وللمجتمع المغربى.

 

ومن أجل هذا أود أن أقدم جزيل الشكر لجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب ولشعب المغرب الشقيق وللحكومة المغربية على الحفاوة الكبيرة التى إستقبلنا بها والدعم الكامل الذى تم تقديمه للمؤتمر وعلى المحبة التى لمسناها من المغاربة فى الشوارع وفى كل مكان زرناه هناك مما كان له أبلغ الأثر فى إنجاح المؤتمر.

 

كان شعار المؤتمر وهدفه الرئيسى هو «معا ضد الإرهاب» ويعنى تجميع الشعوب الأفريقية والآسيوية وغيرها فى مواجهة الإرهاب الذى يصيب العالم هذه الأيام والشرق الأوسط تحديدا وهو قضية المؤتمر الأولى. وقد شارك الأمن المغربى بكلمة جيدة فى المؤتمر. وتم التحدث عن قضايا تتعلق بالمناطق والأقاليم المختلفة.

 

فهناك منطقة الشرق الأوسط ومايحدث فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها. وتحدثت كل لجنة وطنية من تلك الدول عن مشاكلها التى تصيب بلادها حيث تمت مناقشة تلك المشكلات والبحث عن طرق للعلاج. وفى مجمل الآراء نشعر أن التدخلات الخارجية هى سبب مشاكل هذه الدول. فمصائرها تقررها قوى من خارج هذه الدول.

 

ويؤثر فيها الإرهاب بآلياته وتنظيماته المنتشرة فى المنطقة لتفتيت وتقسيم دولنا وإضعافها إضعافا شديدا. وخلال المؤتمر الأخير بالمغرب تم اختيار ٣ نواب جدد لرئيس المنظمة من كل من المغرب ـ طالع الأطلسى ـ، و من روسيا ـ الياس اومخانوف نائب رئيس المجلس الفيدرالى الروسى ـ مجلس الشيوخ بالبرلمان الروسى ـ ومن نيبال.

 

من وجهة نظركم ما هى أهداف حالة الفوضى التى تمر بها المنطقة العربية والشرق الأوسط خلال الأعوام الخمسة الأخيرة؟

 

مازلت أذكر مقالا كتب فى إسرائيل منذ أكثر من سبعين سنة تمت الإشارة فيه إلى أن قوة إسرائيل ليست فى سلاحها النووى بل تتركز فى تدمير وتفتيت ثلاث دول كبرى حولها هى العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية.

 

وتمت الإشارة فى المقال إلى أن النجاح فى ذلك الأمر لايعتمد على ذكاء الإسرائيليين بقدر إعتماده على «غباء» الطرف الآخر!! إن تفتيت ثلاث دول كبرى حولها هى العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية هو الهدف الكبير وراء ما يحدث فى المنطقة حاليا.

 

وعن باقى المشكلات فى أنحاء العالم؟

 

ـ هناك العديد من المشاكل التى تحدث فى مناطق ودول اخرى فهناك أزمة فى بحر الصين الجنوبى بين الصين وخمس دول اخرى، ومشاكل الحدود بين الهند وباكستان وكذلك فى الكثير من الدول الأفريقية والكلمة السحرية لحل كل هذه المشاكل هو عدم تدخل الدول الأجنبية فى شئون هذه المناطق وتبنى الحل السلمى بالحوار والدبلوماسية بين هذه الدول دون تدخل من الدول الأجنبية.

 

وهناك مشكلة الاقتصاد العالمى وما يصيبه الآن من «إنتكاسة» تعانى منها الدول الفقيرة والنامية أكثر من معاناة الدول الغنية والكبيرة. ويدفع الثمن فقراء هذه الدول والمهمشون.

 

وماهو الدور الذى تلعبه المنظمة وتقوم به لمواجهة تلك الأزمات؟

 

قضيتنا هى :

١ـ حل المنازعات التى تنشأ بين الدول بالطرق السلمية.

٢ـ وعدم تدخل الدول والقوى الأجنبية فى شئوننا وبلادنا.

٣ ـ تضامن الشعوب من أجل حل مشاكلها وتبادل المنافع وإقامة تبادل تجارى وخبرات فيما بينهم مما يقوى هذه الدول ويجعلها أقل اعتمادا على الدول الكبرى ويصونها من شر الحاجة والديون التى تعصف بالكثير من الدول وتؤثر فى إستقلالية قراراتها.

 

ونحن منظمة قديمة وشاركنا فى دعم حروب التحرير الأفريقية الآسيوية لتحرير بلادها واستقلالها وحصولها على الحرية. ولا أعتقد فى وجود حل سحرى وسريع لأى شىء وإنما هو العمل على ترسيخ مفهوم التضامن والتعاون بين الدول النامية والفقيرة ودول الجنوب عامة لمواجهة «الغول الكبير» الذى يطيح باستقلال ووجود الدول الصغيرة. ومن أجل هذا عملنا على الآتى:

 

١ـ إنشاء اللجان الوطنية لتوحيد الرؤى وعقد هذه المؤتمرات للتفاهم والتواصل.

 

٢ـ إعادة إحياء اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا لجمع النخب المثقفة لتجلس معا وتتفاهم للوصول إلى صورة أقرب. ثم اتحاد الإعلاميين الأفريقى الآسيوى (أ. سكينة فؤاد هى الأمين العام) ونحن بصدد إنشاء اتحادات مهنية أخرى للمعلمين والرياضيين والفنانين والقانونيين، وذلك كوسيلة للتقارب. وفى هذا الصدد نرى أن الثقافة والفن والرياضة تلعب دورا كبيرا فى هذا الإطار وهو ما أؤمن به جدا ونقوم حاليا بعمل مشروع ثقافى للعودة إلى أفريقيا والتجهيز لعمل مهرجان للسينما الأفروآسيوية لأننا نريد المزيد من التقارب والتفاهم بين هذه الشعوب.

 

وما هى أبرز المعوقات التى تواجهكم؟

 

أبرز العراقيل التى تقف أمام تلك الجهود تتمثل فى أولا : كوننا منظمة شعبية وتعلم أن المنظمات الشعبية فى بلادنا ضعيفة لاتلقى الدعم الكافى من دولها وليس لها مصادر للتمويل تعتمد عليها. وثانيا: فى أننا نفتقد مساندة وتعاون دولنا فى سبيل تحقيق أهدافنا. وكلما تزايد تفهم الدول لطبيعة العمل وأهداف المنظمة قويت اللجان الوطنية وقويت المنظمة وأدت دورها على أكمل وجه.

 

هل ترصدون محاولات الدول الغربية الكبرى استهداف الدول النامية فى الجنوب والعربية تحديدا؟

 

إنهم فى الدول الغربية الكبرى يتعاملون مع فئات معينة وليس مع الشعب. فالدول الغربية تتعامل مع الفئات التى تستطيع أن تؤثر فيها وتدربها على إثارة الفتن وإثارة شعوبها داخليا.

 

ومهمتنا هى توعية الشعوب لهذه الخطورة والوقوف فى وجه مثل هذه الفئات التى تحاول تخريب إنجازات شعوبها ووطنها. والدول الغربية تهدف أيضا إلى إضعاف «الدولة الوطنية» وكافة مظاهر العولمة وما نراه منها اليوم يهدف إلى إضعاف «الدولة الوطنية». والدولة الوطنية فى أصلها هى أساس الوجود العالمى. وما حدث فى سوريا والعراق وليبيا واليمن ماهو إلا محاولة لإضعاف وإلغاء الدولة الوطنية، ومهمتنا هى إشعار الشعوب بقيمة الدولة الوطنية وإستقلالها واحترام حدودها وكيانها وتنمية شعبها وإقتصادها لأن هذا هو مصدر الحماية الحقيقى لهذه الدول. الدول الأجنبية تريد تحطيم تلك الدول (الكيانات) الوطنية وتفتيتها وتقسيمها على أسس طائفية وعقائدية أو قبلية أو حتى الدين الواحد تتم محاولة تقسيمه مثل الشيعة والسنة. إنهم يفتتون المفتت ويقسمون المقسم والمنظمة تواجه تلك الدعوات الضارة والهدامة بالحوار والندوات والمؤتمرات للتوعية.

 

ما هو دور العولمة فيما يحدث من فوضى حاليا؟

 

وفيما يتعلق بالعولمة والشركات المتعدية للجنسيات فدورها الأساسى هو أنها عابرة للحدود حيث تلغى الحدود ولاتؤمن بها وهذا أول معول لهدم الدولة الوطنية فالدور الاقتصادى لتلك الشركات مهم جدا. وكل ما نفعله الآن هو إعادة إحياء فكرة الدولة الوطنية والحرص عليها يتم لمواجهة مثل هذا المخطط. وفيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أعتقد أنه جاء نتيجة وقوع نوع من المنافسة الغربية فيما بين الدول الرأسمالية بعضها البعض. فقد شعرت بريطانيا بخطر على إقتصادها وبضعف صوتهم وسط باقى الدول القوية فى الإتحاد الأوروبى وبضعف تبعيتهم للولايات المتحدة ومن هنا جاء الخروج وقد تتبعها دول أخرى. وهذا يعطى مؤشرا لمستقبل الرأسمالية الجشعة (المتوحشة) الموجودة فى العالم والعولمة الجديدة التى لاتحترم الشعوب النامية والفقيرة. فهذا مؤشر على التفكك وأن العولمة فى طريقها إلى الزوال يوما ما.

 

وإذا تضامنت شعوب دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية فلديهم الموارد والخبرة والقدرة لكنها لم تجتمع معا حتى الآن.

 

ما تعليقكم على السياسة الخارجية المصرية حاليا؟

 

ما يحدث بين مصر والسودان نوع من التضامن الذى نؤيده ونشجعه. وما يحدث بيننا وبين الدول فى ذات الإطار الجنوبى نؤيده ونشجعه لأن تلك هى صورة التضامن الذى نسعى إلى تحقيقه. فما تقوم به السياسة الخارجية المصرية حاليا هو صورة من صور التضامن المطلوب. ولابد من تعميق التفاهم بين شعوبنا فى الجنوب ونرحب بالتفاهم مع دول الغرب ولكن علينا أن نبدأ بدول الجنوب الضعيفة النامية لمزيد من التفاهم والتعاون والتضامن.

FaLang translation system by Faboba