تنظر السكرتارية الدائمة بعين القلق على تواصل التفجيرات فى شتى المدن العراقية وكان أخطرها وأكثرها دمارا تفجير الكردة فى 3/7/2016 والذى خلف دمارا وضحايا بصورة غير مسبوقة، وربما بذكرنا ما حصل ببشاعة تفجيرات 11/9/2001 فى الولايات المتحدة أو صورة من صور الدمار فى الحرب العالمية الثانية ، وقد أشرنا لهذا الحادث بالتزامن مع حوادث إرهابية شملت مناطق أخرى من العالم.
إننا نتابع التفجيرات فى العراق بشكل يومى لاتسير فقط إلى الأسلوب الإجرامى للتنظيمات وكان الحادث الأخير فى الكاظمية وكثرة المصابين جزء من هذا المسلسل. لقد اعترف دولت رئيس الوزراء بالتقصيرات الأمنية وبعدم صلاحيات أجهزة الكشف. هذا التقصير يثير قلقا عالميا لعدم صلاحية الجبهة الداخلية لمواجهة أعمال إرهابية كالتى نشاهدها.
إن معركة الموصل على الأبواب، بعد الإنتصارات التى حققتها القوات المسلحة العراقية، وأن المساحة التى كان يسيطر عليها داعش تقلصت كثيرا. ولذا تحول إلى الإرهاب داخل المدن سواء عن طريق التنظيم أو الخلايا النائمة أو الذائاب المنفردة، فالنصر فى معركة الموصل سيؤدى إلى تزايد ضربات الإرهاب داخل المدن.
إن أوروبا وغيرها من مدن العالم شهدت حوادث إرهابية مقيتة، واتخذت الإجراءات الأمنية المناسبة. إلا أن التجربة أثبتت أن الإرهاب يسبق الإجراءات الإحترازية بخطوات لأنه يملك عنصر المباغتة. إن المحافظة على النسيج الوطنى ولحمته والتصدى للخطاب الدينى المتطرف، وإحياء قيم التآخى بين مكونات الشعب، يمكنها أن تخفف من وطأة الإرهاب وأضراره.
إن السكرتارية الدائمة أعلنت مرارا عن خطورة الإرهاب وتحوله إلى أخطر ظاهرة دولية، تمزق الدول وترعب الأمم وتعطل التقدم.
إن مكافحة الإرهاب مسئولية وطنية ودولية.